lovestory
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

lovestory


 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 العوده والرحيل

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
mohasmsm
عضو جامد
عضو جامد
mohasmsm


عدد الرسائل : 201
العمر : 36
تاريخ التسجيل : 30/06/2007

العوده والرحيل Empty
مُساهمةموضوع: العوده والرحيل   العوده والرحيل Emptyالثلاثاء أكتوبر 16, 2007 12:34 am

بسم الله.. واحد.. اثنين.. ثلاثة.. أربعة.. خمسة

* * *

كان لا يزال نصف نائم عندما كسروا الباب ودخلوا، لم يتحرك من سريره إذ قلبوا الشقة رأسًا على عقب، كان يظن بأنه لا يزال يحلم، تجاهلوه إذ جلس على السرير يحك رأسه بأصابعه ويحاول أن يفهم ما يجري حوله بالضبط دون جدوى، لم يبدأ بمقاومتهم إلا عندما أمسكوا به وأخذوا يشدونه للخارج، عندها أدرك أن هذا ليس حلمًا، ربما أدرك أيضًا أن أحدهم يحمل لوحاته الزرقاء تحت إبطه، وأن العرق يسيل على اللوحة ليمزج الألوان ببعضها البعض ويزيدها غرابة.
عندما خرج كانت شمس الصباح لا تزال هادئة، وإن كانت أشعتها تنبئ بيوم حار طويل..

* * *

ستة.. سبعة.. ثمانية.. تسعة..

* * *

عندما وصل إلى مركز الشرطة لم يعرف عما يتكلمون بالضبط، حاول أن يفهم ما مشكلتهم وما الذي أدى بهم إلى ذلك الغضب الجامح، وحاول أن يستوعب الغلطة التي وقع بها، في اللحظات الأولى كان يحس بأنه –ولابد- مخطئ في شيء ما، كان خائفًا، وأخذ يعيد على نفسه أحداث الأسبوع الماضي فوجدها عادية حقًا، ربما أهان أحدا من العائلة الملكية دون أن يدري، ربما أثار الغبار على سيارة لأحدهم إذ يمر بسيارته دون أن يدرك، حاول أن يتذكر حقًا ولكن دون جدوى، جلس يلوم نفسه على قيادته الخرقاء، كان يعرف بأنها ستؤدي به إلى مصيبة كبرى في يوم من الأيام، ولكنه لم يهتم، كان يحب أن يقود سيارته بأقصى سرعة، تسمح له بإحساس الهرب إياه الذي كان يتمناه طوال حياته، ولكن عندما جاءه المحقق حاملاً واحدة من لوحاته عرف بأن مشكلتهم لم تكن قيادته الرعناء، أدرك عندها أن أيامه في هذه البلاد أصبحت معدودة.
* * *

عشرة.. أحد عشر.. اثنا عشر..
* * *

لم يعرف أنهم بعدما أوصلوه إلى السجن وعادوا أدراجهم، قضوا بعض الوقت يتكلمون عن اللوحات التي كانت عنده، يتحدثون عن أجساد النساء العاريات المرسومة هنا وهناك في أوضاع غريبة، ويستغفرون الله العظيم بحثًا عن التوبة لأنفسهم لأنهم رأوها لمرة أو مرتين عندما كانوا يلقون القبض عليه.

بعد أسبوع أو ما شابه كان حارس المستودع يراجع ما لديه من خزائن عندما أدرك أن اللوحات كلها ناقصة إلا واحدة، نظر إليها باستغراب وهو يراجع الأرقام أمامه، كان من المفروض أن تكون هناك سبع عشرة لوحة بالتمام والكمال، قبل أن يقلب اللوحة ليرى ما تعرضه، كان فتاة عارية ملفوفة القوام، تجلس أمام نافذة مغلقة وتنظر عبر ثقوب الخشب إلى الخارج، تأمل لثوانٍ فخذيها المرسومين وثديها البارز، ثم وضع اللوحة تحت إبطه ونظر حوله، عاد أدراجه إلى مكتبه، ووضع اللوحة في الدرج السفلي، وأغلق عليها بالمفتاح، قبل أن يتجه إلى مطبخ المستودع كي يعد لنفسه كوبًا من الشاي.

* * *

ثلاثة عشر.. أربعة عشر.. خمسة عشر.. ستة عشر.. سبعة عشر..
* * *

أعطاه المحامي المرهم المرطب من تحت الطاولة كي لا يراه المحقق، وقال له بأنهم سيرحلُونه في المساء التالي، لم يفهم الأسباب، وسأله إن كان من الممكن أن يظل في عمله، ولكن المحامي قال له بأنه ليست السلطات هي التي ترحله، إن الرجل الذي توكل أمر عمله منذ جاء إلى البلاد قد سحب الوكالة، وأصبح الآن رجلا دون وكيل في هذه البلاد، أي أن أي عمل سيقوم به سيكون غير شرعي، لهذا توجب على السلطات إعادته.

نظر إلى المرهم المرطب في يديه قبل أن يدسه في ثيابه الداخلية كي لا يراه أحد الحراس، وشكر المحامي واتجه إلى باب غرفة التحقيق للعودة إلى السجن.

عندما عاد إلى السجن كانت نظرات المساجين الآخرين تكلله إذ يدخل، بحثًا عن بقعة شمس كانوا يحتمون منها من قبل، والآن يبحثون عنها بعد أيام في السجن، يُغلق الباب من خلفهم تاركًا إياهم دون أمل في نور، ثم يجلس بجانبهم في الظلام، يحس بيد تلامس فخذه فيتراجع مترًا إلى الخلف، قبل أن يفكر للحظات، وينظر إلى السواد العام من حوله ليرى صاحب اليد، كان فتى في الخامسة عشرة تبدو على وجهه علامات العصي التي ضُرب بها، ابتسم له واقترب منه من جديد، ثم لم يلبث أن أخذه في صدره، عندها بدأ الفتى بالبكاء.

* * *

ثمانية عشر.. تسعة عشر.. عشرون.. واحد وعشرون.. اثنان وعشرون..
* * *

كان يتوقع أن يجد "منار" في انتظاره في المطار بعد أن طرد من هناك، ولكنها لم تكن، لم يكن هناك إلا صديقه "عبد السلام" وأخوه "باسم"، نظر في عينيهما ولم يحاول أن يسأل، ولم يحاولا أن يستفسرا.

عاد معهما إلى منزله القديم حيث استقبلته والدته بالقبلات والزغاريد، بعينين دامعتين وقلب واجف، ضمته إلى صدرها وابتسمت في وجهه وتراجعت خطوة إلى الوراء لتسمح له بأن يتجه إلى الكرسي المتحرك الخاص بوالده ليضمه بدوره، اقترب من والده دون كلمة، ومال عليه وقبّل أصابع يده، فنظر إليه والده بهدوء، قبل أن يدير الكرسي ويتجه نحو غرفة النوم، ويغلق الباب على نفسه بصوت عالٍ كرصاصة.

تربت والدته على كتفه بابتسامة حزينة، وتسحبه سحبًا نحو طاولة العشاء.

* * *

ثلاثة وعشرون.. أربعة وعشرون.. خمسة وعشرون..
* * *

صحا فزعًا في غرفته القديمة، نظر من حوله ليتأكد من أنه في منزل العائلة، وقام من سريره مترنحًا كالسكير، قبل أن يفتح الستائر لتدخل أشعة الشمس كماء دافئ على جسده، ابتسم وحك صدره بأصابعه، تراجع خطوة إلى الوراء ونظر إلى نفسه في المرآة، قبل أن يبدأ في خلع منامة أخيه التي استعارها في الليلة السابقة، ويرتدي ثيابه التي جاء بها من السفر.

دخلت عليه والدته وهو في منتصف عملية تغيير الثياب، فشهقت بدهشة، قبل أن توقفه عند حده، وتخرج لثوان معدودة من الغرفة وتعود بثياب نظيفة براقة، وتبدأ بمساعدته في ارتدائها كما في الأيام الخوالي، عندما كان لا يزال طفلاً صغيرًا يحاول أن يتعلم كيفية ارتداء القميص أو البنطال.

أحس عندها بأمان شديد لم يحس به منذ أزمان سحيقة، فضم رأس أمه إلى صدره وطبع على جبينها قبلة، قبل أن يتجه معها إلى الخارج.

نظر إلى غرفة المعيشة التي تجمع أفراد العائلة كلهم، أباه وأخاه وأبناء أخته المتوفاة، قبل أن يتجه نحو سماعة الهاتف ويتصل بالسفارة ليسأل عن حقيبة ثيابه إن كانت السلطات هناك قد أرسلتها بعد أم لم تفعل، عندما لم يلقَ ردا من الطرف الآخر تذكر أن اليوم هو عيد إحدى الثورات المجيدة، فأغلق السماعة وزفر.

* * *

ستة وعشرون.. سبعة وعشرون.. ثمانية وعشرون.. تسعة وعشرون.. ثلاثون..
* * *

حاول أن يتصل بـ"منار" على هاتفها النقّال الذي أرسله إليها في عيد ميلادها السابق، ولكنه لم يتلقَ ردًا، يتذكر أنه قد طلب منها أن تضع رنة خاصة به على هذا الجهاز عندما أرسله إليها، كانت الرنة هي أغنية "Kiss" لـPrince والتي لم يكن يعرف معنى كلماتها، ولكنه مرة سمعها في أحد برامج الأغاني في التلفاز، وتبرعت المذيعة بترجمة كلماتها لجميع من لا يعرف اللغة الإنجليزية، أخذ يتصور هاتفها الصغير ذا الألوان البراقة وهو يرن برنة الأغنية مرة وراء مرة وراء مرة دون رد من أي نوع، قبل أن يقرر أنه قد حان الوقت للقلق، وأنه سيتصل بوالدتها.

عندما رفعت السماعة من الناحية الأخرى تبشّر خيرًا، ولكن الوالدة العجوز لم تكن تحمل له أنباءً سعيدة، فـ"منار" تركت المنزل وهربت منذ أكثر من شهرين، الأم المكلومة كانت تلطم خديها وتبكي عندما سمعت الخبر لأول مرة، ولكنها أصبحت متعادلة معه الآن بعد أن حكته سبعة آلاف مرة لسبعة آلاف جارة مختلفة، تردد قبل أن يسألها عن النقود التي كان يرسلها إليها في كل شهر، فأخبرته بأنها كانت تصرف النقود كلها على طالب الجامعة "سعد" الذي لم يكمل الحادية والعشرين من عمره بعد، كان يأتي لزيارتهم كثيرًا، ولم تكن الأم تملك حيلة تجاه الفتاة الصغيرة التي تحولت إلى متجبرة مرعبة.

دعا للوالدة بطول العمر وأغلق السماعة، قبل أن ينظر إلى الفراغ.. ويبدأ بالضحك دون انقطاع..

* * *

واحد وثلاثون.. اثنان وثلاثون.. ثلاثة وثلاثون.. أربعة وثلاثون..
* * *

فرد أدوات الرسم أمامه، وأخرج من درجه القديم بعض الأوراق، وبدأ في إخراج الألوان من محابسها، حاول أن يتكلم مع الألوان كما يفعل قديمًا، حاول أن يرى كل لون وقد انفرد وتمطى وغطى صفحة الرسم البيضاء ليرسم جسدًا جديدًا أو لوحة أخرى، حاول أن يفعل أي شيء، ولكنه لم يملك إلا أن يضع كل الألوان التي وجدها أمامه، ويفرغها على لوحة الرسم البيضاء ليخلق فنًا تشكيليًا لا معنى له، ويلعن الساعة التي أحب فيها الرسم.

أحرقه ظهره بعض الشيء، فاتجه إلى غرفة نوم والديه، طرق الباب ونظر من فتحة الباب إلى والده النائم ووالدته الجالسة على الكرسي أمامه، طلب منها أن تأتي لمساعدته فاستندت إلى السرير وقامت، أحضرت المرهم المطهر، وخلع هو قميصه، واستلقى على ظهره.

* * *

خمسة وثلاثون.. ستة وثلاثون.. سبعة وثلاثون.. ثمانية وثلاثون.. تسعة وثلاثون..
* * *

إذ تضع والدته المرهم على الجروح الملتهبة في ظهره، كان هو يتذكر –غصبًا- تلك اللحظة التي شقوا بها قميصه تحت حر الصحراء، كان هناك رجلان يشهدان، ورجل مغطى الوجه يمسك سوطًا بيده، وكان هناك قاضٍ يقف هناك بعمامة ويقول له:
ـ حُكم عليك بأربعين جلدة بتهمة نشر الفساد والتحريض على الرذيلة.. نفذ الحكم..
ورفع الرجل السوط بيده اليمنى.. وبسمل وبدأ يعد..
* * *

أربعين....
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
Admin
Admin
Admin


عدد الرسائل : 1198
تاريخ التسجيل : 19/06/2007

العوده والرحيل Empty
مُساهمةموضوع: رد: العوده والرحيل   العوده والرحيل Emptyالثلاثاء أكتوبر 16, 2007 1:24 am

ميرسي يا موحا والله علي المجهود الرائع دة
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://lovestory.123.st
 
العوده والرحيل
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
lovestory :: المنتدي العام :: القصص والروايات-
انتقل الى: