وددت لو أضع قلمي الذي أكتب به الآن في دمي الذي سيكون مدادا لما يعتمل داخلي ..وددت لو أن دموعي تستطيع الفرار فتريحني من عنائي ..
حاصرني ذلك الإحساس المبهم الذي قيدني وكبل تفكيري .. فصرت عبدا له وصار سيدي .. بعد أن كان يمر بذهني خاطرا ضعيفا أهمله و أنكره ..
إنه الآن واقعا مرا ملموسا .. ما ظننته سيأتي أبدا .. لم أعد عدتي لاستقباله كما ينبغي ..
أربع سنوات كلمح البصر .. مرت الأولى والثانية ثم الثالثة وتداخلت الأحداث في الرابعة ..
كيف سأنتزع نفسي منك يا إيناس .. بل كيف انتزعت نفسك مني؟
أعرف أنه لا يليق أن أسألك مثل هذا السؤال .. فإني لن أسمع من في القبور ..
بل أولى بي أن أسأله للقدر.. وهل يجيب؟
أرتعد كلما أتذكر ضحكة عينيك .. أرتعد كلما أذكر غضبي منك عندما تتجهمين وتعقدين حاجبيك الرقيقين ..
يحلو لي أن أدفع الغالي والثمين وأراك في غضبك و رضاك و حزنك وسرورك .. ذكريات جميلة ..
صارت أقسى من الموت نفسه !
أعتصر ألما عندما أتذكر سؤالك لي " ما الذي يفرقنا؟" فأقول لاشيء.. فتتسائلين "ولا حتى الموت؟"
فأجيب"ولا حتى الموت"..
آآآآآآآآآآآآآآآآآآآه .. هاأنذا أقف أمام قبرك لا أستطيع البكاء..
فقد بكيت كثيرا قبل أن آتي لزيارتك .. فكيف آتي وأرحل بعد أن كنا لا نفترق؟
واعلمي حبيبتي ..إن كانت هذه زيارتي الأولى لك.. فإنها الأخيرة ..
محمد علي