المبارزة عند العرب وأبطال المسلمين:
يعتبر الشرق العربي مهدا لرياضة المبارزة وبالرجوع إلى الأصول التاريخية لامتنا العربية نكشف عن انتشار هذه الرياضة بين أبناء العرب وارتفاع مستواها الفني شانهم في ذلك شان غيرهم في استخدام أنواع الأسلحة وكانت المبارزة بالسيف هي التسلية الشائعة بين الفتيان والكبار من العرب منذ العصر الجاهلي ويعتبر السيف رمزا للشجاعة والنبل والمروءة، لذا أطلق عليها رياضة النبلاء. وقد ظهرت على امتداد العصور الجاهلية وصدر الإسلام والفترة العباسية أسماء فرسان اشتهروا بمهارتهم الفائقة في استخدام الأسلحة وساهموا في الدفاع عن كيانهم ضد المغيرين من أعدائهم ، وقد تغني الكثير من الشعراء العرب في الجاهلية شعرا ونثرا بالسيوف والرماح في قصائدهم وملامحهم الشعبية مثل سيرة عنترة بن شداد، وكان الفارس لابد وان يتقن الفنون الآتية:-
1 ـ ركوب الخيل والكر والفر بها. 2 ـ الرمي بالقوس.
3 ـ رمي الرمح. 4 ـ المبارزة بالسيف.
وللسيف العربي مقبض يمسك منه، ونصله قد يكون مستقيما أو مقوسا, وبعضها كان له شهرة تاريخية لأنه محلى بالنقوش الرائعة ومطعم بالحلي والجواهر ومرصع بالأحجار الكريمة ومن تقدير العرب للسيف كانوا يضعونه في جراب لحمايته، وقد أطلق العرب الأسماء على السيوف منها الحسام، البتار، القرضاب، الصمصام، الظامي، العضب، الخاطف، اليماني، الهندي، المهند، الأحدب، البارق، الأبيض، القاطع، الصارم، القلعي، المغول، السراط،،، والكثير من الأسماء مما يتجاوز السبعين أسما في لغتنا العربية الجميلة.
وكان أبناء المسلمين في شبه الجزيرة العربية منذ فجر الإسلام يتدربون على إجادة فنون المبارزة منذ الصغر من اجل إعلاء كلمة الحق والدفاع عن الدين فبرعوا في استخدام السيف، وقد لعب السيف العربي دورا حاسما في جميع غزوات الرسول صلى الله عليه وسلم والصحابة معه من الذين أتقنوا فن المبارزة بالسيف. وكان الرسول صلى الله عليه وسلم يمتلك سيوف عدة أشهرها يسمى( البتار ) والآخر غنمه يوم موقعة بدر يسمى (ذو الفقار) وقد صار لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه من بعده. ونظرا لاهتمام المسلمين بالمبارزة والتدريب عليها فقد حققوا انتصارات رائعة وخاصة أثناء الفتوحات الإسلامية حتى وصلوا إلى شمال أفريقيا ثم الأندلس ودول أوربا.وتوحيد تلك المنطقة تحت لواء الإمبراطورية الإسلامية الكبرى في اقل من عشرين عاما. حيث ظهر العديد من أبطال المبارزة العرب والذين سجلوا أروع البطولات التاريخية منهم: عمر بن الخطاب وعلي بن أبي طالب وخالد بن الوليد وحمزة بن عبد المطلب وسعد بن أبي وقاص وأبو عبيده بن الجراح وطارق ابن زياد وعبيدة بن الحارث والقعقاع بن عمر وصلاح الدين الأيوبي وغيرهم، وقد أولى الرسول الكريم صلي الله عليه وسلم المتصفين بالشجاعة اهتماما إذ لقب القائد الشجاع خالد بن الوليد بسيف الله المسلول تقديرا لبطولاته وشجاعته المتناهية، وقد تغنى الشعراء وتباهوا بفروسيتهم وقوتهم في إجادة فنون المبارزة وحدة أسلحتهم ودقة صنعها وتقديرا لقيمة السيف في فض المنازعات قال أبو تمام يصف معركة عمورية:
السيف اصدق أنباء من الكتب في حده الحد بين الجد واللعب